فصل: استيلاء محمد بن هرون على الري ثم أسره وقتله.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.الولايات في النواحي.

كان أكثر النواحي في دولة المعتضد مغلبا عليها كخراسان وما وراء النهر لابن سامان والبحرين للقرامطة ومصر لابن طولون وأفريقية لابن الأغلب وقد ذكرنا من ولي الموصل وفي سنة خمس وثمانين ولى المعتضد عليها وعلى الجزيرة والثغور الشامية مولاه ثم ملك آمد من يد اين الشيخ وجعلها لابنه علي المكتفي وأنزله الرقة كما ذكرناه وعقد له على الثغور ثم عقد بعده للحسن بن علي كورة وولى على فارس بدرا مولاه ومات إسحق بن أيوب بن عمر بن الخطاب الثعلبي العدوي أمير ديار ربيعة فولى المعتضد مكانه عبد الله بن الهيثم بن عبد الله بن المعمر وفي سنة ثمان وثمانين ظهر باليمن بعض العلويين وتغلب على صنعاء فجمع له بنو يعفر وقاتلوه فهزموه وأسروا ابنه وتجافى نحو خمسين فارسا وملك بنو يعفر صنعاء وخطبوا فيها للمعتضد وهلك ابن أبي الساج في هذه السنة فولى أصحابه ابنه ديوداد ونازعه يوسف بن رافع بابن أخيه وهزمه ومضى إلى بغداد على طريق الموصل واستقل يوسف بملك أذربيجان وعرض على ابن أخيه المقام عنده فأبى وقلد المعتضد لأول خلافته ديوان المشرق لمحمد بن داود بن الجراح عوضا عن أحمد بن محمد بن الفرات وديوان المغرب علي بن عيسى بن داود بن الجراح ومات وزيره عبيد الله بن سليمان بن وهب فولى ابنه أبا القاسم مكانه.

.الصوائف.

وفي سنة خمس وثمانين غزا راغب مولى الموفق من طرسوس في البحر فغنم مراكب الروم قتل فيها نحوا من ثلاثة آلاف وأحرقها وخرج الروم سنة سبع وثمانين ونازلوا طرسوس فقاتلهم أميرها واتبعهم إلى نهر الرحال فأسروه وفي سنة ثمان وثمانين بعث الحسن بن علي كوره صاحب الثغور بالصائفة فغزا وفتح حصونا كثيرة وعاد بالأسرى فخرج الروم في أثره برا وبحرا إلى كيسوم من نواحي حلب فأسروا نحوا من خمسة عشر ألفا ورجعوا.

.وفاة المعتضد وبيعة ابنه.

كان بدر مولى المعتضد عظيم دولته وكان القاسم بن عبيد الله الوزير يروم نقل الخلافة في غير بني المعتضد وفاوض في ذلك بدرا أيام المعتضد فأبى ولم يمكن القاسم مخالفته فلما مات المعتضد كان بدر بفارس بعثه إليها المعتضد لما بلغه أن طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث غلب عليها فبعث بدرا وولاه فلما مات عقد الوزير البيعة لابنه المكتفي وخشي من بدر فيما اطلع عليه منه فأعمل الحيلة في أمره وكان المكتفي أيضا يحقد لبدر كثيرا من منازعة معه أيام أبيه فدس الوزير إلى القواد الذين مع بدر بمفارقته ففارقه العباس بن عمر الغنوي ومحمد بن إسحق بن كنداج وخاقان العلجى وغيرهم فأحسن الملتقى إليهم وسار بدر إلى واسط فوكل المكتفي بداره وقبض على أصحابه وأمر بمحو اسمه من الفراش والأعلام وبعث الحسن بن علي كورة في جيش إلى واسط وعرض على بدر ما شاء من النواحي فقال: لا بد لي أن أشافه مولية بالقول! فخوف الوزير المكتفي خائنته ومنعه من ذلك وشعر أن بدرا بعث عن ابنه هلال فوكل به ثم بعث الوزير عن القاضي أبي عمر المالكي وحمله الأمان إلى بدر فجاء بأمانه وبعث الوزير من اعتراضه بالطريق فقتله لست خلون من رمضان وحمل أهله شلوه إلى مكة فدفن بها لوصيته بذلك وحزن القاضي أبو عمر لاخفار ذمته.

.استيلاء محمد بن هرون على الري ثم أسره وقتله.

قد تقدم لنا ذكر محمد بن هرون وأنه كان من قواد رافع بن هرثمة ونظمه إسمعيل بن أحمد صاحب مال وراء النهر في قواده وبعثه لحرب محمد بن زيد فهزمه واستولى على طبرستان وولاه إسمعيل عليها ثم انتقض ودعا بدعوة العلوية وبيض وساعده ابن حسان الديلمي وبعث إسمعيل العساكر لقتال ابن حسان فهزموه وكان على الري من قبل المكتفي أغرتمشن التركي فأساء السيرة فبعث أهل الري إلى محمد بن هرون أن يسير إليهم ويولوه فسار وحارب أغرتمش فهزمه وقتله وقتل ابنيه وأخاه كيغلغ من القواد واستولى على الري وبعث المكتفي مولاه خاقان المفلحي لولاية الري في جيش كثيف فلم يصلها وبعث المكتفي إلى إسمعيل بولايته ومحاربة محمد بن هرون فسار إسمعيل إليه وهزمه فخرج عن الري إلى قزوين وزنجان ثم لحق بطبرستان واستقر مع ابنه مستجيرا ولما ملك إسمعيل الري ولى على جرجان مولاه نارس الكبير والزمه إحضار محمد بن هرون فكاتبه نارس وضمن له صلاح الحال فقبل وانصرف عن الديلم إلى بخارى فبعث إسمعيل من اعترضه وحمل إلى بخارى مقيدا فمات في الحبس بعد شهر وذلك في شعبان سنة تسعين.